بسمـ الله الرحمـنـ الرحيــــمـــ..
هذه القصة...
ما هي بقصة ...
أنها الواقع اللذي نعيشه..
*
*
*
مثل أي شاب يطمح في تكوين اسرة سعيدة قرر صاحبنا الزواج وطلب من اهله البحث عن فتاه مناسبة ذات خلق ودين كما جرت العادات والتقاليد فوجدوا له احدى قريباته ولم يتردد اهلها بالموافقة لما كان يتحلى به صاحبنا من مقومات تغري أي اسرة لمصاهرته وسارت الامور كما يجب واتم الله فرحتهما في عرس جميل وشيئا فشيئا بعد الزواج .
وبمرور الايام لاحظ المحيطون صاحبنا هيامه وغرامه الجارف لزوجته وتعلقه بها وبالمقابل استغرب اهل الزوجة عدم مفارقة اسم زوجها لسانها وادهشهم هذا التعليق العاطفي المتبادل ولكن بدا الزوجان يواجهان الضغوط من الاهل في مسالة الانجاب وهنا وقع مالم يكن في الحسبان حسث اكتشفوا بان الزوجة عقيم ،،،
وبدات التلميحات من اهل الزوج تكثر والغمز واللمز يزداد وصارحته والدته بان يتزوج بثانية ويطلق زوجته او يبقيها على ذمته بغرض الانجاب من اخرى فطفح الكيل من صاحبنا اللذي جمع اهله وقال لهم بلهجة الواثق من نفسه تضنون ان زوجتي عقيم ان العقم الحقيقي لا يتعلق في الانجاب وانا اجدها في المشاعر الصادقة والحب الظاهر العفيف ومن ناحيتي ولله الحمد تنجب لي زوجتي في اليوم اكثر من 100 مولود وانا راضي بها وهي راضية بي ولنقفل هذا الموضوع ...
آآآه يا لروعة الحب ...
وبعد مرور تسعة سنوات قضاها الزوجان على اروع ما يكون من الحب والرومنسية بدات الزوجة تشكو من اغراض ومرض غريب اضطرها لدخول احدى المستشفيات واشتد قلق الزوج لعلمه ان المرضىالذين يدخلون الى هذه المستشفى يكونون مصابون بالامراض الخطيرة وبعد تشخيص الحالة صارح الاطباء زوجها بانها مريضة ..
بداء عضال عدد الماصبين به قليل في الشرق الاوسط وانها لن تعيش كحد اقصى اكثر من خمس سنوات والاعمار بيد الله وما يزيد الالم هو ان حالتها ستسوء في كل عام اكثر من سابقتها
ومن الافضل ابقائها في المستشفى لتلقى العناية الطبية اللازمة الى ان ياخذ الله امانته ....
ولكن الزوج رفض بقائها في المستشفى وعزم على تجهيز شقته بالمعدات الطبية لمتابعة علاج زوجته الحبيبة وتكلف بالمال ما هو وفوق طاقته فقد استدان ثمن هذه المعدات بالاضافة الى ما مقدارة قيمة قرض ضخم من البنك ( كسلفة ) واستقدم لزوجته ممرضة متفرغة لكي تعاونها للعناية بها ثم طلب من رئيسه في الادارة اجازة دون راتب لكن الاخير رفض لعلمه بمقدار الديون التي تكبدها ..
فهو في اشد حاجة لكل ريالمن الراتب فكان اثناء دوامه يكلفه باشياء بسيطة اذا انتهى منها حتى ياذن له بالخروج وكان وجوده بالعمل لا يتجاوز الساعتين احيانا ويقضي باقي ساعات يومه عند زوجته لكي يلقمها الطعام بيده ويضمها الى صدره ويحكي لها القصص والروايات لكي يسليها وكلما تقدمت الايام زادت الالام وحين شعرت الزوجة بقرب اجلها اودعت الممرضة صندوقا صغيرا وطلبت منها الاحتفاظ به وتسليمه لزوجها عندما تحين ساعة منيتها ويوم الاثنين بعد صلاة العشاء كان الجو مطيرا وزخات المطر ترتطم بزجاج النافذة ... اخذ صاحبنا ينشد الشعر لحبيبته ويتغزل بها بجمال عينها فنظرت له مبتسمة ثم اسلمت الروح واذ غادرت الروح جسدها غادرت الابتسامة الشفتين وبعد الصلاة عليها ودفنها والانتهاء من مراسيم العزاء جاءت الممرضة فوجدته كالخرقة البالية فواسته وقدمت له الصندوق الصغير الذي تركته زوجته الراحلة امانة عندها فماذا وجد فيه ؟
وجد فيه زجاجة عطر فارغة هي اول هدية قدمها لها بعد الزواج وصورة لهما في ليلة زفافهما وكلمة احبك في الله منقوشة على قطعة مستطيلة من الفضة ( واعظم انواع الحب هو الحب في الله ) ورسالة قصيرة جاء فيها :
(( زوجي الحبيب الغالي لا تحزن على فراقي فوالله لو كتب لي عمر ثاني لاخترت ان ابدأه معك ولكن انت تريد وانا اريد والله يفعل ما يريد " فاخذت الدموع تنهار من عينيه " وكلمتي الاخيرة لك يا زوجي الحبيب ان تتزوج بعد وفاتي حيث لم يبقى لك العذر وارجو ان تسمي اولى بناتك على اسمي واعلم اني ساغار من زوجتك الجديدة حتى وانا في قبري )) فانهار الرجل من شدة البكاء ...
: و إنشاء الله نالت إعجابكم