اشواق خرساء

وهذه الرسالة الثامنة بعد الألف التي أكتبها بصمت..ولا أعلم إن كنت سأرسلها أم أخبئها كالبقية بين طيات حنيني وأنين ذكرياتي..

أمرتاحٌ أنت في بعدي؟!..

نسيتني..أليس كذلك؟!..

أعلم ذلك.. فأنا الوحيدة من تحاصرني أشواقي لك.. وأنا من أكابر احتياجي لأمنع نفسي عنك..

متلهفة لرؤيتك

لسماع صوتك

لدفء كفيك وشغبهما

لنظرة عينيك

مشتاقة لتقوقعك في حضني

ولهمس شفتيك

كم ترعبني تفاصيلك المحفورة على جدران ذاكرتي..

كيف أمحوها ولا أعود للكتابة إليك

ففي كل مرة أتخذ العزم

وأقول بأنها الرسالة الأخيرة التي سأكتبها

ولن أكتب ولن أذكرك من جديد...

في كل مرة تنزل دموعي

أقول بأنها المرة الأخيرة التي سأبكي فيها شوقاً

واكتشف بأنها فعلاً الأخيرة

ولكــــــن..

قبل المليون..!!

كم مرة أتوسل قلبي..

كف عن نبش ذكراه من حطام الأوجاع

كفاك شوقاً ودعني أغفو بسلام..

حتى أحلامي لم تسلم منك وأقحمت طيوفه فيها

وأنقضت راحة البال


إلى أغلى من سكن قلبي ذات يوم...

رحلت بصورتك..

وصوتك..

إلا ذكراك وأشواقي

وحب لم تخمد ناره

حتى أحرقني معه وحولني بعدك رماد

فإن كنت قد أحببتني بصدق لا تتجاهل حروف رسالتي

التي سأحاول إن أردت أن تكون الأخيرة

أرجوك.. لا تتجاهلها

فإن ما أكتبه نزف أشواق خرساء

قطعت حبال الوصل وزفت إليك مسراي عن الحياة

كل ما بقي لي مني..

جثمان يبكي على قلبي وينعى لك ذكراي..

فابكي على حالي

وارثي لنسياني عجزه عن النسيان..

هذي أنا..

حطام خلفه الفراق

فرغم البعد ونسيانك..

لا زلت أذكرك وأكابر أشواقي

كي لا يشدني جنوني مرة أخرى للقاك